نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 362
وهو العنصر الصالح للتنفس، فتنقطع بذلك أنفاسه، ويقف عن التنفس صدره، فيزول عنه معنى الحياة جملة، بل إن الضغط الهوائى ليختل توازنه على جنبات جسمه باطنها وظاهرها، فتنفجر عروقه ويسيل فى الفضلاء دمه مهدورا، والآية بهذا المعنى العلمى تحدث الأثر المقصود لها كذلك من تقبيح صورة الضلال وإبعاد الناس عنه.
هذا معنى من معانى الإعجاز لم يتفق لغير القرآن الكريم، وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء: 82].
[موقف الوحى من العلوم]
وأسوق لك هنا بمناسبة هذا البحث ما ذكره الأستاذ الإمام [1] عند تفسير آية الأهلة فى بيان موقف الوحى من العلوم[2] قال رحمه الله:
«العلوم التى نحتاج إليها فى حياتنا على أقسام:
منها ما لا نحتاج فيه إلى أستاذ كالمحسوسات والوجدانات فهذا هو (القسم الأول).
ومنها: ما لا نجد له أستاذا لأنه مما لا مطمح للبشر فى الوصول إليه البتة، وهو كيفية التكوين والإيجاد الأول المعبر عنه بسر القدر. يمكن للنباتى أن يعرف ما يتكون منه النبات، وكيف ينبت وينمو ويتغذى، وللطبيب أن يعرف كيفية تولد الحيوان، والأطوار التى يندرج فيها مذ يكون نطفة إلى أن يكون إنسانا عاقلا مستقلا، ولكن لا يعرف نباتى ولا طبيب كيف وجدت أنواع النبات، وأنواع الحيوان أو مادتهما لأول مرة، ولا كيف وجد غيرها من المخلوقات، ومن هنا كانت العلاقة بين الخالق والمخلوق من هذه الجهة- جهة الإيجاد والخلق- يمكن اكتناهها، وكذلك لا يمكن اكتناه ذات الله تعالى وصفاته وهذا هو (القسم الثانى).
ومنها: ما يتيسر للناس أن يعرفوه بالنظر والاستدلال والتجربة والبحث، كالعلوم الرياضية والطبيعية والزراعية والصنائع والهيئة الفلكية، ومنها: أسباب تطور الهلال وتنقله من حال إلى حال، وهذا هو (القسم الثالث). [1] أى الشيخ محمد عبده. [2] راجع تفسير المنار (2/ 198). (البنا).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 362